ذكريات شاعر مناضل: 69- القضية رقم 100 سنة 1954 أمن دولة عليا

69- القضية رقم 100 سنة 1954 أمن دولة عليا

مكثنا نحن الأربعة فى غرفة للحجز بمقر المباحث العامة بالجيزة طوال اليوم دون طعام أو شراب أو سجائر، وكنت أنا وصلاح حافظ من المدخنين، أما عبد الجابر وبدير النحاس فلم يكونا يدخنان. وعندما حل الليل، أخرجنا وأخذنا إلى ردهة تنفتح عليها غرفتا مكتب لرئيس الفرع وبعض الضباط وهناك جلسنا على مقاعد كل منا يحف به اثنان من المخبرين لحراسته. ثم دخل رجلات قيل أنهما رئيس نيابة أمن الدولة، ووكيل النيابة، ووراءهما رجل آخر عرفنا أنه كاتب التيابة، ثم بدأ استدعاؤنا إلى غرفة التحيقي واحداً إثر واحد، بدءاً بعبد الجابر الذى كان هو المتهم الأول فى القضيه، إذ كانت له سابقة فى قضية شيوعية منذ سنوات حكم عليه فيها بالسجن لمدة سنتين، فصارت له أقدمية وأسبقية علينا نحن الثلاثة. ولم تكن سابقة اعتقالى تعتبر سابقة قضائية، أما صلاح وبدير فلم تكن لأى منهما سابقة، لا بالسجن ولا بالاعتقال.
لم يطل التحقيق مع عبد الجابر، وبعد نصف ساعة تقريباً - خرج من الغرفة وليس على وجهه أى تعبير. ثم أدخلت إلى الغرفة، باعتبارى أنا المتهم الثانى. كان على نور الدين - رئيس نيابة أمن الدولة العليا، وكان شهيراً فى ذلك الوقت، يجلس إلى أحد المكاتب، وكان رجلاً فى منتصف العمر، طويلاً عريضاً ذا عاهة ظاهرة فى إحدى يية، وتوجهت إليه، ولكنه أشار إلى الشخص الآخر، الجالس إلى المكتب الثانى، دون أن ينبس بأى كلمة. وتوجهت إلى المكتب الثانى، ونظرت إلى الخص الجالس إليه، وأخذتنى المفاجأة إذ تبينت أن الجالس إليه كان زميلاً لى فى كلية الحقوق، وقبل ذلك فى مدرسة حلوان الثانوية وهو الزميل أحمد على موسى، وكان قد تخرج قبلى ثم عين فى النيابة العامة، ثم أصبح وكيل نيابة فى نيابة أمن الدولة. وكان أحمد، زميلاً قريباً منى لأنه كان معى فى القسم الداخلى بمدرسة حلوان، ولكنه لم يكن صديقاً بمعنى الكلمة. وأدهشنى أنه لم يندهش لوجودى أمامه فى مثل هذا الموقف، كما أدهشتنى قدرته على تجاهلى، إذ لم يبد منه أى لفظ أو تصرف يدل على أنه يعرفنى- مجرد ابتسامة خفيفة جداً لا يمكن لأحد أن يلحظها حتى لو رآها. وعرفت من سلوكه أنه حريص كل الحرص على موقعة الوظيفى، وبالفعل، علمت فيما بعد أنه انطلق يصعد فى سلك الوظائف القضائية بسرعة الصارروخ.
تصرف معى أحمد على موسى فى التحقيق تصرفاً مهنياً محايداً، فلا هو جاملنى فى شئ، ولا هو تحامل على فى شئ. وأوحى لى تصرفه فى التحقيق، بأنه مجرد إجراءات شكلية يقصد بها سد الثغرات القانونية فى المحضر، وأن كل شئ مقرر سلفاً، وأنه لا عبرة ولا جدوى مما أقوله أنا فى هذا المحضر، إذ أن المعول عليه فى القضية هو محضر التحريات الذى تقدمه المباحث، والذى تدور حوله إجراءات التحقيق فى النيابة، ثم إجراءات المحاكمة فى حينها.
انتهى أحمد على موسى من التحقيق معى بسرعة كبيرة، فى أقل من نصف ساعة، ثم أنهى التحقيق بالعبارة المعروفة:
س:- هلى لديك أقوال أخرى؟
وقبل أن أجيب، بادر بالقول موجهاً كلامه إلى كاتب التحقيق:
جـ:- لا - تمت أقواله ووقع. وأشار لى هو بيده نحو باب الحجرة، دون أى كلام، فقمت من المقعد الذى كنت أجلس عليه، ومشيت نحو الباب، وخرجتن ولاحظت أن عدداً من ضباط المباحث العامة، كانوا قد حضروا أثناء التحقيق، وجلسوا يتابعون ما يجرى فى صمت.
بعد أن أدلى صلاح ثم بدير بأقوالهما فى التحقيق، علمنا أن رئيس النيابة، المستشار على نور الدين، كان قد أصدر قراره بحبسنا نحن الأربعة، حبساً مطلقاً - أى غير محدد المدة - على ذمة القضية.
فى منتصف الليل حملنا فى سيارة بوكس، تابعة للشرطة، وكل اثنين منا مقيدى الأيدى معاً، أنا مع عبد الجابر، وصلاح وبدير معاً، وكان معنا اثنان من المخبرين، بينما اثنان من الضباط يتبعاننا فى سيارة أخرى. سار بنا البوكس أولاً إلى قسم قصر النيل، حيث أنزلت أنا وعبد الجابر إليه برفقة أحد الضباط، وأحد المخبرين. وهناك، وأثناء إجراءات التسليم والتسلم التى كانت تتم بين ضابط المباحث، والضابط النوبتشى بالقسم، وأثناء قيام الضابط بتدوين اسمينا -أنا وعبد الجابر - فى دفتره، فوجئت بوجود شخص عملاق، طويل القامة عريض المنكبين، يبدو عليه أنه أجنبى، كان يجلس إلى مكتب الضابط وإلى جواره، فوجئت به ينتفض واقفاً، ويتقدم نحوى ونحو عبد الجابر مشهراً قبضة يدة الضخمة نحونا، ويصيح باللغة الإنجليزية باللكنة الأمريكية مهدداً:
- كوميونست - كوميونست؟
وعرفت أنه من الأمريكان، الذين بدأوا يأتون إلى مصر، ليعلموا السلطات الأمنية المصرية، كيفية مكافحة الشيوعية. وأدركت أنه يريد أن يتحرش بنا، ويضربنا، فواجهته بثبات وهدوء، متجاهلاً كلماته وتهديداته، ولكنى كنت مستعداً لأى احتمال. وتدارك الضابط النوبتشى الموقف، فأسرع بإنهاء الإجراءات، ثم أمر بإدخالنا - أنا وعبد الجابر إلى غرفة الحجز. وكانت الليلة قارسة البرودة. واستقبلنا المسجونون فى الحجز، استقبالاً محايداً، وكانوا جميعاً من المسجونين العاديين، نشالين، ولصوص، ومخدرات.. إلخ ولكنهم ما أن عرفوا أننا مسجونون شيوعيون، سياسيون، حتى تبدلت معاملتهم معنا. أفسحوا لنا مكاناً للجلوس، وعزموا علينا ببقايا طعام، وبالسجاير، فتناولت أنا واحدة، وكانت من ألذ السجاير التى شربتها فى حياتى، إذ جاءت فى وقتها وبعد حرمان طويل.
وفى الصباح وزع علينا - أنا وعبد الجابر - كل واحد منا رغيف حاف، أكلناه وحمدنا الله. ثم نودى علينا، ثم أخرجنا - بالكلبشات، ونقلنا فى بوكس شرطة إلى سجن مصر، الشهير "بقرة ميدان" بالقلعة. وعلى باب السجن التقينا بزميلنا - صلاح وبدير، اللذين عرفنا أنهما قد قضيا الليلة فى قسم آخر، وهو قسم عابدين.
أدخلنا إلى السجن، وفى المدخل سجلت بياناتنا، وأعيد تفتيشنا، ثم أدخلنا من "باب الوسط". حيث خلعت عنا ملابسنا الملكية - وأعطيت لنا ملابس السجن - التحقيق- وهى ملابس بيضاء صنعت من قماش ردئ عالخيش، وفصلت بطريقة عشوائية، بحيث تلائم - إلى حد ما - الأشخاص ذوى الأجسام المتوسطة دون غيرهم، أما الأشخاص ذوى الأجسام - الأكبر أو الأصغر - فلم تكت تلائمهم على الإطلاق، ومع ذلك فحين لبس كل منا البدلة التى أعطيت له كان منظره يبعث على الضحك، وخاصة منظر صلاح حافظ، الذى كان نحيل الجسد أقل من المتوسط فى الطول، فبدا فى تلك البدلة كأنه مهرج فى سيرك. ثم أجلسنا على الأرض، وأتى حلاق - من المسجونين العاديين، ومعه ماكينة حلاقة، فحلق لنا شعر رءوسنا، وشعر عانتنا - بنفس الماكينه، حلق الرءوس على الزيرو، ولم نمانع فى ذلك إلا قليلاً، إذ علمنا أن طلب منا خلع الأحذية، لنسير حفاة الأقدام، بحجة أن ذلك من النظم الأساسية فى السجون، ووجدنا أنفسنا - نحن الأربعة - نرفض خلع الأحذية رفضاً باتاً، وذلك دون أى اختلاف بيننا فى هذا الأمر، وبينما نحن نتجادل مع الصول فى هذا الأمر بصوت مرتفع، سمعنا صوتاً جهورياً يصيح من مكتب مجاور:
يا شاويش، لازم يقلعوا الجزم، لازم، لازم.
وعلمنا فيما بعد أن هذا كان صوت اللواء همت، مدير السجن، وكان شخصاً مشهوراً بحمقة وعدوانيته، ويقال عنه أنه: باشا تركى، إذ كان أبيض الوجه أحمره - كالأتراك فعلاً.
وسمعنا الشاويش والسجانه يقولون لنا: ده همت باشا، همت باشا، لازم تقلعوا الجزم.
ووجدنا أنفسنا - نحن الأربعة - دون سابق اتفاق بيننا، نرفض، ونصر، على عدم خلع الأحذية. وكاد الأمر يتطور إلى معركة حياة أو موت، وفجأة رأينا ضابطاً طويل القامة، وسيم التقاطيع، عرفنا أن اسمه اليوزباشى إبراهيم مصطفى، وأنه هو ضابط العنبر المخصص للسياسيين، والذى كان مقرراً أن نسجن فيه، سمعناه يقول للشاويش بصوت خفيض عاقل:
-خلاص يا شاويش، خليهم بالجزم. بس شيلوا الأربطة.
وهكذا حلت المشكلة، بفضل هذا الضابط الإنسان، الذى توطدت العلاقة بينى وبينه فيما بعد، وعلى عدة مراحل، حتى أصبح لواء ووكيلاً لمصلحة السجون.
دخلنا إلى العنبر بالأحذية ولكن بدون أربطتها، على مسئولية وبمبادرة الضابط إبراهيم مصطفى، ومن وراء ظهر الباشا التركى. وأخبرنا إبراهيم مصطفى، أن السجن ليس به حالياً مسجونون شيوعيون، ولذلك فهو سوف ينزلنا مع المسجونين من الإخوان المسلمين، ولكن كل اثنين منا نحن الأربعة، فى إحدى غرف الإخوان.
دخلت أنا وعبد الجابر إحدى الغرف، بينما دخل صلاح وبدير غرفة أخرى، كانت الغرفة التى دخلنا إليها تحتوى على عشرين رجلاً معظمهم من الكهول، وقليل منهم الشبان. ولكنهم كانوا جميعاً حليقى اللحى والرءوس، وعلمنا أن حكاية حلق اللحى، كانت مسألة يستاء منها الإخوان جداً. وكان أحد رفاق هذه الغرفة يسمى "الشيخ سعيد شلبى" وكان يعمل كاتباً قضائياً قبل القبض عليه، وكان شخصاً لطيف المعشر، وابن نكته، روى لنا أنه حين أدخل هذا السجن، وأجلسوه ليحلقوا له، وبعد أن فرغ الحلاق من حلق رأسه، قام بحلق ذقنه وشاربه، وهنا قال له الشيخ سعيد هازلاً: ماتاخد حواجبى بالمرة! ويقول الشيخ:
كان همت واقفا وسمع هذا الكلام، فأمر فعلاً بحلق حواجبى، ثم أمر الجنود فضربونى علقة ساخنة حتى أغمى على.
وفيما بعد، أصبح الشيخ سعيد هذا صديقاً حميماً لى، وأصبح عاطفاً على الشيوعيين، حتى أن بعض منتقديه من الإخوان، كانوا يسمونه، الشيخ سعيد الشيوعى.
استقبلنا الإخوان - وكانوا عشرين أخاً، فى البداية على أننا من الإخوان، وسألنى كبيرهم - الشيخ سيد المنوفى - وكان ناظر مدرسة إلزامية من المنوفية:
-الإخوان من أى شعبة؟
قلت له ضاحكاً:
-من شعبة حدتو.
فلم يفهم قولى، وتساءل: حدتو، حدتو، فى أى بلد يا أخ؟
قلت له: احنا شيوعيين يا أخ، فاتسعت عيناه، وتغير لونه، ثم سكت مندهشاً.
وشرحت له الموقف، فصدقنى وقال:
-وماله يا أخ. ما هو احنا كلنا بقينا تحت سقف ظلم واحد.
ثم سأل:
-مش الأساتذه مسلمين برضه؟
فأجبناه:
-نعم وموحدين بالله.
فأشرقت أساريره، ثم أقبل هو وإخوانه يصافحوننا، ويتعرفون علينا، ويعرف كل منهم نفسه لنا. وعندما عرفوا أننا محاميان، أسعدهم هذا، وتبين لنا بعد ذلك، أنهم عزموا على استشارتنا فى بلوتهم القضائية التى حلت بهم.
حل وقت العشاء، وفتح باب الزنزانه، وأحضر جردل اليمك. وتقدم كل واحد إلى الجندى بقراونته الألومنيوم، فصب له ملئ مغرفة من اليمك فيها. ثم تراجع ليتقدم واحد آخر.. وهكذا، وكنا قد أعطينا - عند دخولنا إلى هذا العنبر، من شاويش الدور، بعض المهمات، منها قروانه، وطبق مسطح من الألومنيوم، وطبق صغير من الألومنيوم- غويط، لزوم العسل الأسود، ثم ملعقة من الألومنيوم أيضاً، كما كنا قد أغطينا برشاً من النسيج المكون من حبال ليف النخيل، هو سريرنا للنوم، ومكان جلوسنا وأكلنا، كما أعطينا بطانيتين من وصوف ردئ أسمر، إحداهما لفرشها فوق البرش كفراش للنوم، والأخرى لنتغطى بها من برد ديسمبر القارس. وكان مفروضاً أن نستعمل ملابسنا الزائدة، كوسادة. تقدمنا أنا وعبد الجابر، كل منا بقروانته إلى الجندى، فأعطى كلاً منا فيها، مغرفة من اليمك، ثم أعطى كلاً منا قطعة من مادة بنية اللون، قيل لنا إنها من اللحم، وكان الشاويش قد وزع على كل منا رغيفين من أرغفة السجن، واحداً لعشائه، والأخر لإفطاره فى صباح الغد.
كنا نتضور جوعاً، فأقبلنا على التهام هذا اليمك، مع خبز السجن، مع قطعة اللحم التى تشبه الاستيكة فى حجمها ولونها وطعمها، فى سرعة وبشهية عظيمة، ولم نكن قد تنازلنا أى طعام يذكر منذ حوالى يومين.
وفى نهاية الأكل، أردت أن أتسامر مع بعض الجالسين بقربنا من الإخوان، فقلت:
-الحمدلله - والله العدس ده طعمه كويس قوى.
وفوجئت بهؤلاء الإخوه وهو ينفجرون بالضحك. ثم قال أحدهم:
-يا أخ محمود، ده مش عدس، ده كوسه. المفروض أنه خضار ويسمونه فى السجون. يمك.
وضحكت أنا الآخر.
عندما أذن المغرب، وقف الإخوان العشرون، ليصلوا جماعة فى جانب من الحجرة، وبقينا - أنا وعبد الجابر، جالسين فى أماكننا.
وتقدم الشيخ سيد، وسألنا:
-إيه، الأساتذه مش هايصلوا معانا، فقلنا له معتدرين:
-معهلش، أصل إحنا مش متوضيين. فقال:
-معهلش، وماله، اتيمموا. ما هو احنا كلنا بنتيمم. قلت له:
-لا يوجد تراب نتيمم به. فقال وهو يتقدم من الحائط:
-التراب موجود، هنا على الحائط. الدين يسر لا عسر.
وأوضح لنا كيفية التيمم بالتراب العالق بحائط الزنزانة، فتيممنا أنا وعبد الجابر، وصلينا مع الإخوان. وشعرنا بأنهم سروا سروراً عظيماً، لأنهم استطاعوا هدايتنا إلى الإسلام.
والواقع أننا كنا فى قرارة نفوسنا مؤمنين،
ولسنا ملحدين تماماً كما يتصور بعض الناس، أو معظم الناس، بأن الشيوعيين كلهم ملحدين، والواقع عكس ذلك، خصوصاً بالنسبة للشيوعيين من أصول إسلامية، ذلك أن الإيمان - فى الإسلام- شئ عميق فى النفس، بسبب بساطته وتلقائيته، وبعده عن التكلف والشكليات، بحيث أنه لا يفارق النفس أبداً مهما كانت العوائق. وكنت ومازلت اعتقد، أن الشيوعى المسلم، لا يمكن أن يكون ملحداً تماماً، مهما كان معتقداً فى الماركسية، وفى المادية الجدليه، والمادية التاريخية.
قضينا مع الإخوان - زملاءنا الجدد، حوالى عشرة أيام، فى مودة ووئام، واعتقد أنهم قد ارتاحوا إلينا، هم الآخرون، كما ارتحنا إليهم. وخرجنا من بينهم ببعض الصداقات، خصوصاً - مع الشيخ سعيد شلبى. والغريب، هو أنه حدث مع زميلينا الآخرين - صلاح وبدير، فى العنبر الآخر، مثلما حدث لنا تقريباً.
فى صباح أحد الأيام، نادى علينا الشاويش، وأخذنا - نحن الأربعة، إلى حجرة ضابط العنبر الذى استقبلنا بابتسامة على وجهه، وقال:
-مع السلامة، هاتوحشونا. جاءت إشارة بترحيلكم إلى سجن القناطر اليوم، لتكونوا مع باقى زملائكم الشيوعيين.
وبالفعل بعد حوالى الساعة، خلعنا ملابس قرة ميدا، ولبسنا ملابسنا الملكية، وأخذتنا سيارة الترحيلات إلى القناطر، بعد أن ودعنا زملاءنا الإخوان، وكان وادعاً حاراً وصادقاً من الجانبين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق