ذكريات شاعر مناضل: 11- كوبروفيلم

11- كوبروفيلم


  لم تكن عجلة التجربة والخطأ تكف عن الدوران طيلة تلك السنوات.وفى عام 1965 كانت قد دارت، فأخرجت الدكتور عبد القادر حاتم من وزارتى الإرشاد والثقافة، وقسمت الوزارة إلى وزارتين منفصلتين من جديد، أما وزارة الإرشاد فأسندت إلى الوزير محمد فائق، الضابط السابق، وأما وزارة الثقافة فأسندت إلى الدكتور سليمان حزين، وهو مدنى، وكان أستاذاً سابقاًً فى الجامعات. وفصل النشاط السينمائى مرة أخرى عن الهندسة الإذاعة، ولكن مؤسسة السينما لم يعد تشكيلها مرة أخرى، ولم يكن لها مقر، بل كان هذا النشاط يمارس من مكتب لوزير الثقافة بمنطقة الدقى، وبمعرفة بعض معاونية، أذكر منهم الأستاذ أحمد المصرى، ضابط الفرسان السابق، وأذكر أنه كان يتصل بى فى تلك الأثناء، نيابة عن الوزير، لبعض الشئون القانونية المتصلة بشركة دور العرض.
 ثم عات تلك العجلة فدارت فى صيف 1966 دورة أخرى، فترك الدكتور سليمان حزين وزارة الثقافة حين أعلن عن تغيير وزارى جديد، واسنتدت الوزارة مرة أخرى إلى الدكتور ثروت عكاشة، الذى عين نائباً لرئيس الوزراء (زكريا محيى الدين)، ووزيراً للثقافة.
 كنت فى ذلك الوقت بالمصيف فى الإسكندرية، أمضى أجازتى الصيفية مع عائلتى، وقرأت الخبر بجريدة الأهرام، ففوجئت بى زوجتى وأولادى وأنا أرقص فرحاً، ثم أخبرتهم بالأمر، فانتابهم هم الآخرون السرور لفرحى.
 فرحت هذا الفرح وقتها لسببين، الأول كان هو إيمانى العميق بأن الدكتور ثروت عكاشة كان هو أفضل وزير لوزارة الثقافة، بشخصيته المثقفة، وحبه للثقافة، وحماسه المتأجح للعمل الثقافى، فضلاً عن وطنيته وحبه لخدمة مصر فى هذا المجال، وكان ذلك كله قد تأكد عندما تولى تلك الوزارة فى المرة الأولى. لذلك كله فقد كنت أتوقع أن تكون وزارته الجديدة فترة ازدهار ونهوض فى مختلف أوجه النشاط الثقافى. والثانى، أنى كنت أتوقع الخير على يديه، لما كان قد نشأ بينى وبينه من مودة وثقة فى أواخر عهده فى وزاته الأولى.
 وكانت الأجازة على وشك الإنتهاء، وما كدت أعود إلى القاهرة، والتقى بزميلى وصديقى سعد كامل، حتى أخبرنى أنه قابل ثروت، وأن ثروت قد سأله عنى. وفى اليوم التالى أبلغنى سعد بموعد للقائى مع الدكتور ثروت، فى مكتب له بالبنك الأهلى بشارع قصر النيل، ولم يكن قد اتخذ مقراً للوزارة بعد. قابلت الدكتور ثروت مهنئاً بحرارة، وملبياً لطلبه لقائى، وبادلنى هو مشاعر الود بصورة ظلت تعيش فى وجدانى بعد ذلك طويلاً. سألنى ثروت عن أحوال السينما، فقلت له إنها تلفظ أنفاسها الأخيرة، وتحتاج إلى الدخول فى غرفة الإنعاش. قال لى إنه يفكر فى ذلك فعلاً، واستقر رأيه على أن يبدأ تحركة من أجل هذا بتشكيل لجنة تتكون من عدد قليل من الأشخاص الذين يمكن أن يفيده بالرأى فى مختلف نواحى العمل السينمائى، وأننى سأكون واحداً من هؤلاء، ثم سألنى عمن أقترحهم للوجود فى تلك اللجنه فرشحت له: سامى تركى - ضابط الفرسان السابق، ومسئول التوزيع الخارجى فى شركة التوزيع، صلاح التهامى، المسئول عن وحدة الأفلام التسجيلية، وسعد الدين وهبه، رئيس شركة فيلمنتاج للإنتاج السينمائى، والكاتب المسرحى والصحفى المعروف، وأنا. أعجبت تلك الترشيحات الدكتور ثروت، ماعدا واحداً توقف عنده، وهو سعد الدين وهبه، إذ كان المشهور عنه أنه من رجال الدكتور عبد القادر حاتم، وسألنى ثروت عن مدى صلتى بسعد وهبه، ومعلوماتى عنه. أخبرته أن صلتى بسعد قريبة العهد، وأنها بدأت حين تحمس هو، وهو مدير تحرير الجمهورية لقصيدتى عن زيارة خروشوف، وتولى نشرها كاملة فى الجمهورية، ثم لقائى به عدة مرات بعد أن عينه حاتم رئيساً لشركة فيلمنتاج بعد استقالة صلاح أبو سيف منها، وكانت هذه اللقاءات قد تمت بوساطة عبد الرحمن الخميسى الذى كان همزة الوصل بيننا. أما عر رأيى فيه، فقلت للدكتور ثروت إنه شخصية ديناميكية، شديد النشاط، شديد الذكاء، وإنى شخصياً أحبه وأرتاح إليه. ولكن الدكتور ثروت سألنى:
 -وصلته بحاتم؟ أجبته:
 -أنا لا أعرف مدى هذه الصلة، ولكن على فرض أنه على صلة طيبه بحاتم، فليس هذا دليلاً قطعياً على أنه شخص سيئ، قد تكون هذه قرينه ولكنها - على حد قول رجال القانون - قرينة بسيطة قابلة لإثبات العكس. ولماذا لا نحاول كسبه والاستفادة منه، رغم ما قد يكون بينه وبين حاتم من علاقة طيبة؟
 قال لى الدكتور ثروت وقد مال إلى الاقتناع بكلامى:
 -أنت عاقل قوى يا محمود.
 وانتهى الحديث بينى وبين الدكتور ثروت على إقراره الكامل باقتراحاتى فى تشكيل تلك اللجنة، وأعضائها، وحدد لى ثروت موعداً لاجتماع تلك اللجنة فى مساء اليوم التالى بمكتبه فى البنك، وكلفنى بتبليغ هذا الأمر، وتبليغ الميعاد إلى هؤلاء الأشخاص.
 وكان استقبال هؤلاء الأشخاص لهذه المعلومات، ولدعوتهم للالتقاء بالوزير فى اليوم التالى، استقبالاً طيباً، وإن كان مشوباً بالمفاجئة والدهشة، وخاصة سعد وهبة الذى كان لا يكاد يصدق ما يسمع، واعتقد أنه كان يعلم ما يشاع عن صلته بالدكتور حاتم. وقد وثقت هذه الواقعة من علاقتى بسعد وهبة بعد ذلك لزمن طويل، ولحين وفاته رحمة الله منذ سنوات، ومما يذكر أننى قد رثيته عند وفاته بقصيدة حارة ألقيتها فى حفل تأبينه بدار الأوبرا.
 التقينا بالدكتور ثروت، وأحسن استقبالنا جميعاً، ثم تحدث معنا حديثاً مطولاً عن رأيه فى أهمية السينما فى الحياة الثقافية، وفى خدمة حركة النهضة الشاملة للشعوب، وعم ألمه لما آلت إليه أحوال السينما المصرية مؤخراً، وعم أمله فى أن نمد له يد المساعدة فى إنهاضها من عثرتها. ثم طلب إلينا أن نتعاون فى وضع تقرير شامل ومفصل عن وضع السينما المصرية حالياً، وتحديد مشكلاتها، واقتراح الحلول المطلوبة لتلك المشكلات، وكيفية تحقيقها. ثم قال لنا إنه نظراً لضيق الوقت، فإنه يطلب منا أن نقدم له هذا التقرير بعد يومين اثنين، وحدد لنا الميعاد فى مكتبه.
 التقينا فى الليلة التالية فى منزل سعد وهبه بالزمالك، وأكرم هو وزوجته الفنانة سميحة أيوب وفادتنا، كعادتهما.
 ظللنا نحن طيلة الليل نتناقش، وكنا قد اتفقنا على تكليف سعد وهبه بكتابة التقرير على ضوء مناقشاتنا، وكان لهذا الاختيار ما يبرره، فقد كان سعد كاتباً قديراً، وكان موفور النشاط. وقد ظل طول الليل يسجل كل ما قيل فى هذه الجلسة من آراء وبيانات وملحوظات، كانت كفيلة بتغطية كل جوانب الموقف ونواحى الموضوع، وانصرفنا من عند سعد وهبه فى الهزيع الأخير من اللي على أن نلتقى فى مكتب الدكتور ثروت عكاشة بالبنك الأهلى فى الموعد المحدد فى المساء، وأن يكون سعد قد أعد تقريره.
 والتقينا فى الموعد والمكان المذكورين، وكان سعد يحمل مظروفاً كبيراً به التقرير المطلوب. ودخلنا إلى الدكتور ثروت، فرحب بنا، وسلمه سعد وهبه التقرير، فشكرنا الدكتور ثروت على ما بذلناه من جهد، ثم انصرفنا كل إلى حال سبيله.
 فى الصباح تلقيت مكالمة تليفونية من عادل شوقى،مدير مكتب الدكتور ثروت وقريبه، يستدعينى لمقابلة الأخير فى مساء نفس اليوم. ذهبت فى الموعد، وقابلت الوزير، فوجدته عصبياً بادى الغضب، وكانت أمامه الأوراق التى قدمها له سعد وهبه فى الليلة الفائتة. نظر إليها الدكتور ثروت نظرة شذراء وقال لى:
 -إيه ده يا محمود؟ -لم أفهم شيئاً من هذه الأوراق. حاولت أن أقراأها فوجدتها لا تقرأ. أوراق متناثرة مفككة غير مترابطة، فمن الذى كتبها؟ أجبته:
 -كتبها سعد من واقع مناقشتنا التى استمرت طيلة الليل. نظر إلى نظرة ساخرة وقال:
 -لا يا محمود، لو سمحت خد هذه الأوراق، واكتب أنت التقرير،وتقابلنى به مساء غد فى مكتبى الجديد بقصر عيشة فهمى بالزمالك، عارفه؟
 قله له:
 -أيوه عارفه، وسوف أكون قد كتبت لك التقرير المطلوب.
 وانصرفت، وقرأت ما كتبه سعد، فوجدت أن كلام الدكتور ثروت عنه فى محله، وعجبت كيف أرتضى سعد أن يقدم تقريراً هاماً وهو على هذه الصورة، ورجحت أنه كان مرهقاً وأن الوقت لم يكن كافياً له لمراجعة ما كتبه. وأمضيت الليلة كلها، والصباح التالى فى إنجاز هذه المهمة. نحيت جانباً كل ما كتبه سعد، وقمت بصياغة التقرير من واقع معلوماتى ووجهات نظرى، التى لاشك أنها كانت تحتوى كل ما قيل فى الاجتماع. وفى الصباح قمت بمراجعة وتنقيح ما كتبته، ثم عكفت على كتابته فى صورته النهائية، على فروخ من ورق الفولسكاب المسطر، وبخط واضح بذلت غاية جهدى فى تحسينه.
 وفى الموعد المحدد مساء، توجهت لمقابلة الوزير بمكتبه الجديد فى قصر عائشة فهمى بالزمالك، وكانت هذه أول مرةأدخل فيها هذا القصر البديع، الذى كنت أراه من قبل من الخارج، وهو قابع برشاقته وجماله على حافه النيل، محاطاً بخميلة جميلة من الأشجار المزهرة، دخلت إلى حجرة الوزير، وهى أجمل حجرة فى القصر، وسلمته التقرير، فدعانى للجلوس، وطلب لى الليمون والقهوة، ثم بدأ يتصفح التقرير، وأخذت أراقب علامات الرضى والسرور وهى تلوح على وجهه. وجلست صامتاً أتابعه ببصرى وهو يقرأ الأوراق، أكثر من ساعة، حتى انتهى من التقرير كله، وكان حوالى ثلاثين صفحة من صفحات الفولسكاب المسطر. ثم وضع نظارته ونظر إلى وقال:
 -تقرير بديع، جمع فأوعى، عرض واضح لكل جوانب الموضوع، واقترحات صائبة لمشكلات السينما. كتب بقلم أديب، وقانونى، وسياسى. وفضلاً عن ذلك فالخط واضح وجميل، هكذا فليكن الإتقان فى العمل. ثم انطلق الدكتور ثروت فى ازجاء الشكر لى، والمديح لشخصى، حتى أخجل تواضعى. ثم قال:
 -ولعلمك يا محمود، أننى أحب أسمك أيضاَ: محمود، وهو الاسم المفضل عندى، محمود، إنه اسم أبى، واسم ابنى، محمود..
 انصرفت وأنا أكاد أطير فرحاً وسعادة، وقبل أن أنصرف، أخبرنى الدكتور ثروت بأنه سيدعو إلى اجتماع عام بعد يومين، يدعو إليه كل السينمائيين والمهتمين بالسينما، لبحث أوضاع السينما ومشكلاتها، ولإعلان سياسة وزارته الجديدة فى مجال السينما. وطلب منى الدكتور ثروت أن أحضر الاجتماع، وأن أكون مستعداً للكلام فيه. ومما يذكر أننى لم أفه بكلمة لأى إنسان عما حدث بشأن تقرير سعد وهبه، حرصاً على مشاعره.
 بعد يومين حضرت ذلك الاجتماع العام الذى كان قد أعلن عن مكانه وزمانه، فى إحدى قاعات الاجتماعات بمنطقة الهرم، فى الساعةالعاشرة صباحاً. كان مكان الاجتماع مدرجاً متوسط الاتساع، وفى واجهته كانت هناك منصة عبارة عن منضدة كبيرة، ثم منضدة أخرى صغيرة، أعدت للمتكلمين. جلست فى المدرج فى موقع متوسط الارتفاع، وفى وقت قليل، تقاطر المدعوون من العاملين فى مجال السينما، منتجون، ومخرجون، وفنانون، وفنيون، حتى امتلأ بهم المدرج، ورأيت فى هذا المجمع عدداً كبيراً من الفنانين والفنانات المعروفين، وكثيرين من رجال السينما المختصين فى كل المجالات.
  بعد قليل فتح باب جابنى بجوار المنصه، ودخل منه الدكتور ثروت عكاشة. نائب رئيس الوزراء، ومعه الأستاذ نجيب محفوظ، الأديب المشهور، والذى كان قد أعلن فى اليوم السابق نبأ تعيينه - مرة أخرى - رئيساً لمؤسسة السينما. قوبل الوزير، ونجيب محفوظ، بعاصفة من التصفيق، اتجها إلى المنصة فجلسا عليها، وأمسك الدكتور ثروت بالميكروفون، وأعلن بدأ الجلسة، وبدأها بالإعلان عن تعيين الأستاذ نجيب محفوظ رئيساً للمؤسسة، فقوبل ذلك بالتصفيق الحاد. ثم بدأ ثروت بعرض تقرير مفصل عن الوضع الراهن للسينما، وعن مشكلاتها وعن خطة الوزارة فى مواجهة تلك المشكلات.
 كنت قد لمحت أمامه تقريرى، وعرفته فوراً كما تعرف الأم أبنا لها. الورق الفولسكاب المسطر، والخط الواضح المنسق الكبير. ولاحظت أن الوزير كان يرجع إلى التقرير فى خطابه، وأنه كان يلتزم بما جاء به إلى حد كبير، مع شئ من الاختصار، بل إنه كان يقرأ فقرات عديدة من التقرير فى موضعها من العرض الذى كان يقوم بتقديمه.
 بع انتهاء الوزير من كلامه، أعلن عن فتح الباب للمناقشة والحوار، وأعطى الكلمة لكل من طلبها. تكلم كثيرون من السينمائيين، منتجين ومخرجين وممثلين، البعض منهم أحسن الكلام، والآخرون أحسنوا الكشف عن جهلهم وسطحيتهم. ولاحظت أن أغلبية المتكملين كانوا يتحدثون من منطلقات يمينيه. وهو يعددون مظاهر سوء حال السينما، ويوجهون سهام النقد اللاذع والإدانه القاسية إلى عمليات التأميم الذى حدث لمؤسسات القطاع الخاص السينمائية، وإلى شركات القطاع العام التى حلت محلها، وأن ذلك هو الذى أدى إلى خراب السينما ووقف أحوال العاملين بها. وكانت تلك هى النغمة السائدة فى معظم الكلمات. وأعلن عن امتداد المؤتمر إلى اليوم التالى.
 وتكلمت أنا فى اليوم التالى، وكان كلامى فى معظمه رداً على الاتجاه الذى ساد المتكلمين فى اليوم الأول. تكلمت عن مرحلة التحول إلى الاشتراكية للشعب المصرى كله بجميع طبقاته وفئاته، ومنها العاملون فى مجال السينما وفى المجالات الفنية والثقافية بوجه عام، وأهمية التحول إلى الاشتراكية فى مواجهة المؤتمرات الداخلية والخارجية التى تستهدف الثورة، وتستهدف القضاء على حرية الوطن واستقلاله. ثم أهمية الاشتراكية فى إنهاض البلاد من هوة التخلف التى تتردى فيها، وفى تحقيق حياة حركة كريمة لأبنائها. ثم نوهت عن أهمية السينما فى مرحلة التحول الاشتراكى، وعن دورها الأساسى فى نوعية الشعب وحشدة من أجل تحقيق تلك الأهداف. ثم حذرت من الاتجاهات الرجعية التى تعمل على إبقاء السينما كجزيرة رأسمالية فى بحر اشتراكى. وكانت كلمتى مختصرة ومركزة، وكانت تحمل رداً حاسماً على الكثير مما قيل فى جلسة البارحة. وقد قوبلت هذه الكلمة بكثير من التصفيق والإشادة. وبعدها أبلغنى الوزير سروره وشكره عليها.
 وكان الدكتور ثروت قد أصدر فى اليوم السابق، قبل بدأ المؤتمر، قراراً بتعيينى رئيساً لشركة كوبروفيلم - شكرة الإنتاج والتوزيع السينمائى المشترك، وكان نجيب محفوظ هو الذى أبلغنى بهذا الخبر، فى اثناء أول استراحة فى جلسات المؤتمر، وعلمت أن هذا الخبر قد بدأ يشيع بين الحاضرين فى المؤتمر، وبدأ بعضهم ينتهز الفرصة ليحيينى ويعرب عن تهنئتى بهذا التعيين، فى حين كان آخرون، ممن لم تكن لهم سابق معرفة بى، يكتفون بالالتفاف نحوى وإطالة النظر إلى، ليتعرفوا على هذا الشخص الذى بزغ نجمه فى الوسط السينمائى على حين غره، وكان الذين يعرفوننى فى الوسط، يعلمون أننى محامى، ومستشار قانونى، ومدير للشئون القانونية فى بعض شركات القطاع العام السينمائى، أما أن أصبح هكذا - فجاه رئيساً لمجلس إدراة -كوبروفيلم- التى كانوا يعتبرونها أكبر وأهم شركة فى القطاع العام السينمائى، فذلك كان أمراً بعيداً عن تصورهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق