ذكريات شاعر مناضل: 48- صلاة

48- صلاة


لا يسعنى، وقد انتهيت من كتابه هذه الذكريات الطويلة، إلا ان أسجد لله العظيم حمداً وشكراً على أن اعطانى القدرة على كتابتها، بعد هذه السن المتقدمة.
 كما أحمده وأشكره على أنه وهبنى الكثير من النعم الوافرة العميمة.
 أشكره على أنه وهبنى نعمة الحياة، فأخرجنى من بطن أمى قبل يومين اثنين من وفاتها، مصدقاً لقوله عز وجل: "يخرج الحى من الميت" .
 وأشكره على أنه وهب لى هذا العمر الطويل، وكتب لى النجاه من كل ما اعترض حياتى من الأحوال والأهوال والمحن.
 وأشكره على أنه وهب لى سهير، هذه الزوجة الوفية المخلصة، القوية الشجاعة، العطوفة الصابرة، التى وقفت إلى جانبى فى كل المهالك والمحن التى مرت بى، والتى أنقذتنى شجاعتها وأتاحت لى فرصة النجاه مما صادفنى من اهوال، كما أنقذت أبنائى وحمتهم من الضياع، والسقوط تحت الأقدام فى زحمة هذه الحياة المضطربة القاسية.
 وأحمده وأشكره، على أنه وهب لى هؤلاء الأبناء الثلاثة الرائعين، البارين، ليلى، ويوسف، ومنى، ونجاهم ليكونوا خير أصدقائى، وخير عونى وسندى، فى مواجهة هذه الحياة.
 وأحمده وأشكره، على أنه وهب لى هؤلاء الأحفاد الثلاثة الأعزاء، دينا، وكريمة، وشريف، وجعلهم مصابيح تضئ لى فى ضباب هذه الشيخوخة التى أعيشها.
 وأحمده وأشكره، على أنه كان قد وهب لى- وأنا فى مسيس الحاجه، بعد فقدانى للأب والأم، وإخوة وأخوات طيبين، هم بهيجهة وعلية ، وسعاد وخيرية ، وزينب وهدى، ووجيهة ويوسف وعلى ومحمد، الذين كانوا عوناً لى فى الكثير من المحن والشدائد التى مرت بى منذ نعومة أظافرى.
 وأحمده وأشكر أفضاله، على أنه كان قد وهب لى جمعاً من الأخوال والخالات، والأعمام والعمات، وأبنائهم وبناتهم، كانوا يشكلون حولى سياجاً من الحماية التى كنت احتاجها فى مستهل حياتى.
 أحمده وأشكره سبحانه وتعالى، على أن هيأ لى جمعاً من الأصدقاء الأعزاء المخلصين، قلما سخطى بهم شخص أخر، فى مثل هذا الزمان الذى كنت أعيش فيه. أخص منهم بالذكر، أخى وصديقى وصهرى، يوسف صديق، وإخواتى: عبدالرحمن الشرقاوى، وعبدالرحمن الخميسى، وسعد مكاوى، ومحمد على ماهر، وسعد كامل، وسعدالدين وهبة، ومصطفى شاهين، وأذكرهم جميعاً وأدعو لهم بالرحمة والغفران.
 كما أدعو بالرحمة والغفران، للكثير من الناس الأبرار الطيبين، الذين صادفتهم فى حياتى، سواء منهم من جاء ذكرهم فى هذه الذكريات، أو من لم يجئ لهم ذكر فيها.
 أشكر الله العظيم على أن جعل كل هؤلاء نجوماً ساطعه زاهرة فى آفاق حياتى. وأدعو الله سبحانه وتعالى، الذى لا يخيب لديه الدعاء، ولا تضيع لديه الودائع، أن يجمعنى بهم جميعاً، يوم يلتقى الأحباب ،

 

محمود توفيق

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق